طالب شلاش : يكتب خير شعندك ؟

لا أحب مراجعة أي وزارة من وزارات الدولة شأني شأن أي مواطن، ولكن أنا شخصيا لا أحب بأي حال من الأحوال مراجعة إدارة من إدارات وزارة الداخلية لأسباب كثيرة، أقلها الوجوم الذي تراه على وجوه أغلب موظفي هذه الوزارة والتي أجد صعوبة بالغة في فهم سياستهم التطفيشية للمراجعين، ولكن شاء الله أن أفقد جواز سفر الطباخ الذي يعمل لدي، وبرسالة تذكير من الوزارة عن طريق النظام الممتاز الذي عملوه مؤخراً علمت بأنه يتوجب علي تجديد الإقامة فتوجهت للإدارة العامة لمباحث الهجرة والتي عثرت عليها بعد عناء طويل لعدم وجود ما يدل على أنها هي تلك الإدارة التي تقبع بجانب دوار الأمم المتحدة دون إعلان واضح عليها أو حجم مبنى يليق بإدارة مهمة مثل هذه الإدارة، وكانت تنتظرني مفاجآت سارة كان أولها وجود عدد مناسب من الموظفين الكويتيين الخلّص لا تشوبهم شائبة والكل يعرف ما أعني، فحتما مثل هذه الإدارة كان حقاً على مؤسسها أن يفكر بضمير ويجعلها كويتية 100٪ وما أسعدني دوماً بقرارات مثل هذه الله يكثرها والأكثر روعة أن كل موظف يبتسم في وجهك ويرحب بك ويقول لك فقدان جواز ؟ بسيطة عملك سينجز بإذن الله ولا تقلق سنجد ضالتك وهو الجواز أو سنوفر لك كتاباً يسهل عملية استخراجه من السفارة المعنية، هذا ليس كل شيء بل يتبادل الموظفون هناك خدمتك فيما بينهم ويعملون كفريق واحد حتى أنه لفت انتباهي أن المسؤول عن عمل البصمة للطباخ خاصتي كان منشغلا بجهاز الحاسوب كي يتمم إدخال البيانات وفي نفس الوقت تقع البصامة بعيداً عنه فما كان من الموظف الآخر إلا أن يقوم بحملها ووضعها على مكتب زميله توفيراً لوقتي ومعاونةً لزميله وتسهيلاً لإنجاز العمل الذي أشعرني بأن الكل لديه رغبة بإتمامه على أكمل وجه، أضف إلى ذلك أنه وبعد إتمام كثير من الإجراءات بوقت لا يتجاوز السبع دقائق، طلب مني أخيرا أن أعتمد المعاملة من رئيس القسم في المبنى نفسه وهو المبنى رقم ثلاثة وفي الغرفة المجاورة لمكتب الموظفين تفاجأت بعدم وجود رئيس القسم فهل يعقل أن الكل متواجد على رأس عمله إلا رئيس القسم ؟ ولكن بما أنه هناك كمية كبيرة من الضيافة من أفضل أنواع الشوكولاتة في مكتبه، آثرت أن آخذ ضيافته حتى يعود، ولم أضع أول قطعة في فمي حتى قدم إلي مبتسماً وألقى التحية وتقدم نحوي قائلاً حياك الله أعطني معاملتك لو سمحت، واعذرني إن كنت عطلتك ولكن للعلم يا أخي فقد خرجت لآخذ توقيع أحد الكبار في السن من المواطنين في مواقف السيارات، كل هذا وهو واقف أمامي دون أن يجلس على مكتبه ويقول كما تعودنا (خير شعندك)، فبادرته بالسؤال لماذا لا يتم تجهيز المبنى لاستقبال المعاقين وكبار السن كبقية الأماكن أليست هذه إدارة تتبع وزارة خدمات ؟ ابتسم الرجل وقال نأمل أن يحدث هذا قريبا إن شاء الله فالوزارة في تطور دائم أخي العزيز، وطبعاً بدوري ابتسمت أنا أيضاً وقلت كم أنت كريم النفس والخلق يا هذا وإذا فعلا بالفراش يدخل علينا بثلاث قناني ماء بارد لي وله وللطباخ الذي يرافقني وكأنه يقول نعتذر عن إزعاجك أو تأخيرك لمدة تجاوزت نصف الدقيقة فنحن نحترمك يا مواطن ونقدر وقتك الثمين بصراحة لم أتردد في شكري له جزيل الشكر وعبرت له عن امتناني لموظفيه أيضاً فرد علي بأن هذا هو ديدن الإدارة وما فعلناه هنا ليس إلا واجبنا الطبيعي، فنحن هنا لخدمة كل مواطن يراجعنا ونفضل هنا أن تنجز المعاملات بروح طيبة أفضل من أن تنجز بشكل يعكر صفو مراجعينا أو تأخير يفقد العمل بركته وقيمته الحقيقية، وكان فعلا الرجل المناسب في المكان غير المناسب! ليس له هو ولا لموظفيه ولا المراجعين المعاقين أو الطاعنين بالسن، وبالفعل أتمنى أن ينظر بصلاحية المبنى وموقعه وإمكاناته، فشكرا للإدارة العامة لمباحث الهجرة وكل من يعمل بها بدءًا بموظفيها وانتهاءً بمدير الإدارة والذي لو لم يكن حريصاً على إدارته كل الحرص لما وصلوا لهذا المستوى الراقي من العمل والذي شعرت من خلال إدارتهم الرائعة وحسن تعامل موظفيه بأني في بيتي وليس في إدارة تتبع وزارة يشقى من يحتاج مراجعتها في شيء، أي شيء، هنا أستطيع القول نصف شكرًا لوزارة الداخلية على وجود مثل هذه الإدارة والنصف الآخر سأقوله بإذن الله قريباً إذا طورتم إداراتكم الباقية على نفس هذا المستوى وخصوصاً الإدارة المهمة للمرور وأملي بوزير الداخلية القديم الجديد كبير جداً.

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .