(1)
الأقلام الفارغة ليست بالضرورة بلا فائدة ..
فهي ربما أفنت حياتها في كتابة مقالات كاتبَ ثائر ..
الأقلام التي مازال الحبر فيها كاملًأ ..
أقلام ساذجة
(2)
الكتابة فن ..
تمتزج الحروف فيها بين بعضها البعض
لتشكل جملة عابرة وطازجة ..
قد تكون نواة لتغيير التاريخ ..
وقد تمر مرور الكرام .. وترمى في القمامة
الأصابع التي لا تجيد الكتابة ..
أصابع عقيمة ..
(3)
الكتابة تشبه معزوفة الفصول الأربعة للعازف الإيطالي أنطونيو فيفالدي
صالحة لكل زمان ومكان ...
ولكل فصول السنة ..
صالحة لكل الأوراق مهما كانت جودتها ..
وبجميع أنواع الأقلام ... الرخيصة منها والغالية جدًا ..
قد تكون الكتابة رومانسية كما هي معزوفة فصل الربيع
وقد تكون ثورية كما هي معزوفة فصل الصيف
وقد تكون حزينة جدًا كما هي معزوفة فصل الخريف ..
وقد تكون مليئة بالدفء رغم البرد القارص كما هي معزوفة فصل الشتاء
الكتابة .. نوع من أنواع الصراخ .. في وجه الحياة ..
الكتابة .. تعبير ..
الكتابة .. ثورة ..
نصيحة :
قبل أن تنتقل إلى الفقرة القادمة ..
أنصحك بالاستماع إلى أنطونيو فيفالدي و الفصول الأربعة ..
(4)
لا يهم أن أعرف ما هي القيود ..
وماهو نطاق الحرية المسموح لي فيها أن أكتب
لا أهتم للحواجز التي وضعها لي المجتمع و الرقيب
أنا أكتب لأعبر عن نفسي
أكتب .. لأترجم كل الأفكار المجنونة التي تدور في عقلي ..
أكتب .. لأرسم مكاني فوق هذه الأرض
أكتب .. لأصنع الثورة لذاتي ..
لا يهم أين ومتى أكتب
على الورق
على الجدران
في الصحف
على صفائح ( الكيربي ) في تيماء القابعة في منتصف الجهراء حيث يوجد منزلي
لا يهم أين ومتى أكتب ..
المهم .. أن أكتب ..
(5)
قد تصدم بعد أن تبدأ مشوار الكتابة
بأنه لا يوجد أحد يستمع لك .. ويقرأ ما تكتب ..
وقد تجد كل ما تكتبه مرميًا في القمامة ..
وقد تجد عشرات الساخرين على ما تكتب
لا يهم إن لم يقرأ لك أحد
الأهم أن تترجم كل ما في جعبتك على الورق
وكن كالمطر ..
بعد أن يخرج من جوف السماء ويهبط إلى الأرض
لا يهتم للعوائق التي تقف في طريقه
ويسعى إلى أن ينشر الربيع في كل مكان
حينها ستجد من يهتم لما تكتب
(6)
مشهد :
وحكمت المحكمة
بمصادرة قلمي والأوراق التي أكتب عليها مقالاتي
ومنعي من الكتابة
بعد أسبوعين
تم اعتقالي بتهمة الكتابة على الجدران
عبدالله محمد الشمري
المصدر