محمد جزاع الشمري : يكتب الحاتميّون الجدد!!

**الحاتميّون الجدد!!**

مما لا شك فيه أن الكرم خصلة محمودة حث عليها الإسلام وقد قال ﷺ:
(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ).
ولكن ماصفة هذا الكرم الشرعي المحمود فمحمد
ﷺ أكرم الناس فقد قال عنه الشاعرهو البحر من أي النواحي أتيته
فلجته المعروف والجود ساحله

تـراه إذا ما جئتـه متهـللاً
كأنك تعطيه الذي أنت سائله

وقد أعطى رجلاً غنماً ملأت وادياً فذهب الرجل إلى قومه وأقال لهم : (أسلموا فأن محمد يعطي عطاء من لا يخشى الفقر)
لذلك العرب كانوا يحبون الكريم ويبغضون البخيل وموقف النبيﷺ: مع سفانة بنت حاتم الطائي عندما علم انها إبنة حاتم قال لهايا جارية هذه صفةُ المؤمنين حقًّا , لو كان أبوك مسلمًا لترحَّمنا عليه , خلُّوا عنها فإنَّ أباها كان يحبُّ مكارمَ الأخلاقِ , وإنَّ اللهَ يحبُّ مكارمَ الأخلاقِ فقام أبو بُردةَ بنُ نيارٍ فقال : يا رسولَ اللهِ , اللهُ يحُبُّ مكارمَ الأخلاقِ ؟ فقال : والَّذي نفسي بيدِه لا يدخُلُ الجنَّةَ إلَّا حسَنُ الأخلاقِ .
عفى عنها لصفة الكرم بوالدها .
لكن ما يحدث في هذا الزمن خلال ال ١٠ سنوات الأخيرة وما أبتلي به المجتمع السعودي من المبالغة والأسراف في الولائم وما نشاهده ببعض الحفلات من أنعام زائدة عن حدها وعن ما يكفي المدعوين فيكون مصيرها مكان القمامة بعد ذلك بل زاد الطين بله أن هذه الولائم أصبحت مجال للتفاخر والخيلاء
ومجال للتنافس بين الناس فهذا يذبح ١٠ من الحشو و٥٠ من الغنم وذاك بعده بفتره يذبح ١٥ حاشي و٦٠ من الغنم وهكذا حتى أن المدعوين أنفسهم يتذمرون من هذه الأنعام التي وضعت بدون وجه حق .
وأغلب من يقيم هذه المناسبات والولائم هم بالحقيقة
وضعهم المادي لا يسمح لهم بوجود قيمة تكاليفها
مما يضطرهم إلى اللجوء للإستدانه بمبالغ أضعاف مضاعفه ومع ذلك لا يستطيعون الوفاء فيكون مصيرهم أروقة المحاكم ثم السجن بعد ذلك بسبب مبالغتهم وإسرافهم .
ماهكذا الكرم المحمود نسمع قديماً الجود من الموجود يعني على حسب مقدرة الشخص او مقدرته بالوفاء اذا اضطر للإستدانه.
اما أن تتم مطاردته بالمحاكم ومراكز الشرطة بسبب إقدامه على أمر لا يستطيع القيام به وتنكره لحقوق الناس وعدم المبالاة بمطالبهم فأي كريم هذا؟!!
هذا النوع ليس كريماً وإنما باحث عن شهرة ومدح مزيف ولن يستمر على ذلك سرعان ما ينتهي خلال سنة او سنتين وبعد ذلك يكون نسياً منسيا.
وما أكثرهم في هذا الوقت بزغ نجمهم ثم أفل سريعاً
لأن كرمهم ليس محمود
فالكريم كريم اليد مستمر بكرمه المعتدل وافي العهد صادق القول حميد السجايا لا يذكر كرمه وعطاءه بل الناس هم من يثني عليه خيرا،في زمننا الماضي ظهر كرما لازال الناس يذكرونهم حتى وقتنا الحالي سأذكرهم لا للحصر (راع اللحيسة )
محمد بن علي بن معياء الوهبي
( كريم سبلا) رحمة بن بقار
( الجربا) عبد الكريم ابو خوذه
(راعي جفيفا ) عثمان بن دواس
( ناصر بن لحيدان )
(مصوت بالعشاء) ابن مهيد
( متوطي الخبز) ابن مهنا
هذا مايحضرني وقت كتابة هذا المقال هؤلاء أعلام يضرب بهم المثل بالكرم مع ضيق ذات اليد في ذلك الزمن
حتى ان أخبارهم سارت بها الركبان وخلدها الشعراء في قصائدهم رغم مرور مئات السنين على ذلك.
ولازال في وقتنا الحالي أناس يتصفون بصفة الكرم المحمود فهم مضرب مثل بالإعتدال بكرمهم فلا يبالغون بالولائم وإنما معتدلين بمناسباتهم ولم نسمع عنهم الا كل خير اجمع الناس على محبتهم وشهدوا لهم بكرمهم المحمود وعطائهم ووفائهم
فهؤلاء سيبقى ذكرهم ويستمر ماداموا على هذه الصفة المحمودة التي ترضي الله ورسوله .

كتبه: محمد جزاع الأسلمي

ولا شك أن نشر ثقافة حفظ النعمة ومحاربة الاسراف يعد عملا لابد من الاهتمام به وتوسيع دائرته، لا سيما أن العديد من شرائح مجتمعنا التي أنعم الله على أفرادها بالمال وأغدق عليهم من فضله وإحسانه يجهلون للأسف الشديد مبادئ تلك الثقافة ومفرداتها، ويتضح ذلك بجلاء من خلال الاسراف المتعمد

ي عطيكـ العااافية ع الطرح

دمتِ متميز

الله عليك مقال أكثر من رائع

وحاليا يوجد الكثير من الأمسرفين
ويوجد الكثير من المحتاجين

ما أقول غير الله يحفظ لنا النعمه

والحمد والشكر لله على النعمه

الـــلــــه يــــعـــطــــيــــك الــــعــــافــــيـــه