غيض من فيض - بقلم: عبدالكريم دوخي الشمري

بقلم: عبدالكريم دوخي الشمري

أثناء تجولي في تويتر رأيت فيما رأيت صورة في إحدى مدارس القرى النائية في دولة خليجية وهي صورة رجل ارتدى لباسا مهترئا تظهر عليه القذارة لشخصية تدلل ـ من بعيد ـ على أنه أراد شخصية ميكي ماوس ولكن يبدو أنه أراد أن يضفي على ميكي ماوس صبغة خليجية لذلك بقي لابسا ـ أجلكم الله ـ النعال النجدية!
لم أتعجب من شخصية ميكي البدائية بقدر تعجبي من سرور الأطفال الذي تفجر من وجوههم وهم ملتفون حوله وابتهاجهم به رغم كل ما فيه من أمور سلبية.. ولكن زال تعجبي عندما علمت أن سبب ابتهاج الأطفال وسرورهم به هو عدم تدقيق الأطفال في التفاصيل!

ولو أن الأطفال لم يأخذوا فكرة وجود ميكي ماوس معهم بعموميتها ودققوا كما ندقق نحن في التفاصيل لفاتهم فرح عظيم وسرور كبير وانقلبت هذه المحاولة المتواضعة لإسعادهم سببا لإدخال الهم والغم عليهم!

ولكن لأن الأطفال أقرب أبناء آدم لنقاء الفطرة البشرية التي لم تتسخ بأدران الماديات وأعلم الناس بأن السعادة فكرة وشعور مشاع لكل البشر وغير مرتبطة بالثراء تجاهلوا التفاصيل المحزنة ونظروا من الزاوية التي يجبرهم نقاؤهم على النظر منها وهي الزاوية التي لا تظهر إلا ايجابيات الأشياء!

فلم يحرم الإنسان السعادة إلا بسبب تدقيقه في التفاصيل.. وتعاميه عن النظر من الزاويا الايجابية للأشياء!

a_do5y@