أنا الموقّع أدناه، بقلم : عبدالله محمد الشمري
| بقلم: عبدالله محمد الشمري |
(1)
أنا الموقّع أدناه، مجرد مواطن «بسيط» أبحث عن شق طريق خاص لي لأبحث به عن البدايات لما تسمى بالحياة الكريمة. سنوات عمري الـ 21 رغم قلتها إلا أنها «هرمة» حتى وإن بقي على الـ 21 سنة أربعة شهور. أنا الموقع أدناه أقر وأعترف وأبصم أنني مجرد مواطن لا أملك في الحياة أي شيء سوى حلم بسيط أخشى أن أخرجه من حوائط عقلي فأعتقل بتهمة إزعاج السلطات. أسير في خط شبه مستقيم مرسوم لي مسبقا تصحبه ظلمة حالكة على يمينه ويساره. حاولت مرارا أن أقف وأستنتج وأعرف ماذا تخفي هذه الظلمة لأجد بعدها يد مسؤول تنزل كالصاعقة على «أفاي» ليصرخ بعدها علي «ليش تفكر» وكأنني قمت بتفجير احد الفنادق أو ربما أنني متعد على أملاك الدولة رغم أنني لم أفعل شيئا سوى محاولة التفكير فقط.
نعم أنا الموقع أدناه أقر وأعترف أنني حاولت مرارا أن أستوعب ماذا تعني كلمة «ديموقراطية». حاولت تجزئتها لأكثر من مرة ولكن لم أجد تعريفا لها. لازمني السؤال طويلا إلى أن كنت جالسا في أحد الأيام في أحد «القهاوي» الشبابية فسألت شخصا يجلس بجانبي ماذا تعني كلمة ديموقراطية فأجابني بعجالة «الحكومة أبخص الحكومة أبخص» وكأنه يعلم بانه لو أجابني سيأكلها على «أفاه» كما حصل معي. لا اخفيكم سرا أن معرفتي بمعنى كلمة ديموقراطية لا تقل عن معرفة جدتي «وضحه» بـ«الأيباد» فكلانا يخشى الاقتراب والتعمق.
(2)
في أحد الأيام خرجت ذاهبا إلى الكلية وفي طريقي أوقفني أحد رجال الشرطة لأنني لم أربط حزام الامان رغم أن أغلب من يمرون بذلك الشارع لا يربطون حزام الأمان خصوصا «الفتيات» ليحرر لي بعدها مخالفة، وقبل أن يعطيها لي سألني توقّع ولا تبصم؟ فأجبته بسرعة البرق «الحكومة أبخص» كما فعل صديقي في القهوة لأتفادى أي عنف قد ينتج من تفلسفي بالإجابة.
نعم أعترف أنني السبب في حادث الوزير «الفلاني» فقد كنت امشي على نفس رصيف الشارع الذي مر به موكب الوزير فربما مروري على ذلك الرصيف أربك سعاده الوزير ومن العيب والمخزي وقلة الأدب أن أسير على رصيف شارع يمر به وزير.
نعم أنا الموقّع أدناه أعترف أنني دخلت « غوغل « باحثا عن معنى كلمة «ديموقراطية» فكانت إجابة العم (غوغل) أن معنى كلمة «ديموقراطية» هي الحرية.
لا أخفيكم سرا أنني من شدة فرحي بمعرفة معنى هذه الكلمة خرجت إلى الشارع صارخا (الحرية الحرية) لم تتعد ثواني بسيطة وإلا بقنبلة دخانية تسقط بجانبي تحمل غازا مسيّلا للدموع ليقفز فوقي أربعة أشخاص انهالوا عليّ ضربا بالهراوات والمطّاعات لأسجن بعدها بتهمة أمن دولة.
ربما قدري المشؤوم يحتّم علي أن تبقى علاقتي بالديموقراطية مقطوعة ولا يوجد هناك أمل بالتواصل.
(3)
نعم أقر وأعترف انا الموقّع أدناه أن مجالي الدراسي ليس له صلة بالمقال والأدب لا من قريب ولا حتى من بعيد، فأنا متخصص في الهندسة الميكانيكية بعيدا كل البعد عن المقالات والسياسة والأدب بشكل عام، لذا أثرت الاعتراف قبل أن ألدغ من الجحر مرة أخرى.
نعم أعترف وأقر انا الموقّع أدناه أنني تعلمت الدرس جيدا وأنني يجب أن أعدّل العبارة التي ذكرتها في بداية مقالي من «مجرد مواطن» إلى «مواطن مجرد» ويجب أن اكون ساذجا أحمق لا أسمع ولا أرى ولا أتكلم لأتماشى مع سياسة الواقع.
نعم أعترف أن مقالي يحمل في طياته رسالة أرجو أن تصل إلى عقل قارئه. ربما كانت بعض زوايا مقالي خيالية وليست من الواقع، ولكن أعترف أنني تعمدت أن أكون غير مباشر في الطرح.
نعم أعترف أننا من أكثر الشعوب التي تملك الديموقراطية ولكن الأسوأ في استخدامها.
طالب متخرج في كلية الدراسات التكنولوجية
Twitter: @abdullah_al_sha
المصدر
صحيفة شمر الالكترونية - أنا الموقّع أدناه، بقلم : عبدالله محمد الشمري - مقالات: صحيفة شمر الالكترونية - أنا الموقّع أدناه، بقلم : عبدالله محمد الشمري - مقالات