بقلم : طالب شلاش - مركز خدمة المعارف أم المواطن ؟
عندما افتتحت وزارة الداخلية مراكز خدمة المواطن أعلنت أنها لخدمة المواطن الذي بدأ يزاحم الأجنبي والوافد في معاملاته والذي يفوق عددهم كوافدين عددنا بكثير فكان لزاماً علينا كدولة مضيافة تمتاز بالكرم الخارجي بحل مشاكل الشعوب، كل الشعوب من المشاكل المادية والخدماتية وحتى السياسية، كان لزاماً علينا أن نتفرغ لحل مشاكل المقيمين على أرضهم »قصدي أرضنا« التي أصبحت أرضهم بطبيعة كرمنا والافراط بحسن التعامل لدرجة أن نبعد الكويتيين عنهم وننشئ لنا مراكز لخدمة الكويتيين ولا ضير في ذلك ان أحسنا التصرف مع المواطنين الكويتيين وعاملنا الجميع بالمثل وتحت مظلة القانون، ولكن أن يتبنى كل مركز لخدمة المواطن أسلوب مختلف بالعمل ويتفنن كل مسؤول مركز بطريقته الخاصة بكسب المعارف فهذا ما لا نقبله اطلاقا يا سعادة الوزير ومن معك من مسؤولين عن هذه المراكز المختلفة شكلا وموضوعا، وحتى لا يقول الوزير أو من يقف على هذه المراكز بأني أقول كلاماً مرسلاً أو أنقل ما أسمع، سأذكر لكم حادثة من ألف، تحصل في مركز معروف لديكم ولدى كل مواطن يقطن في منطقة خيطان انه من أحدث المراكز تقريبا التي تم افتتاحها وفيه من الموظفين ما يفوق كثيراً من المراكز وجلهم مميزون في عملهم ولكن وللأسف مقيدين تماما وممنوعين من العمل إلا بمرور كل مواطن تحت رحمة مسؤول المركز ليترجاه ويقول له »تكفه يا طويل العمر« أنا جايك من طرف فلان وقع لي أن أبدأ اجراء معاملتي يا طويل العمر. وهنا يقول طويل العمر: وين تعرف فلان؟ فإن كنت صادقا بمعرفتك بالشخص وهو على علاقة طيبة معه اذاً انطبقت الشروط وان لم تكن كذلك ضحك ضيوفه الذين يجمعهم عنده مثل ما يتجمع الكويتيون في دواوينهم الخاصة قبل أن يكشر هو في وجهك ويقول لك توكل على الله أنا لا أعرفك، وتكمن الحادثة بأني راجعت المركز لنقل ملكية مركبة وفوجئت بأن الاستقبال لا يحق له قبول معاملتي أو اعطائي حتى رقم إلا بعد المرور على طويل العمر ! ومن يكون طويل العمر؟ انه مسؤول المركز الذي يتدخل في كل شاردة وواردة في هذا المركز وكأنه سوبر مان بكافة أعمال المركز أما الموظفين فلا يفقه منهم أحد شيئاً بنظره ويجب على الجميع تحويل كافة المعاملات قبل أن تبدأ حتى اليه وتنتهي بالطبع عنده. والسؤال موجه لك يا وزير الداخلية شخصيا: هل لو أتيت في يوم من الأيام معاليك لتنجز عملا أنا مسؤول عنه ستقول لي أنا من طرف فلان خلصني الله يخليك؟ اذا كنت لا تقبلها على نفسك فأنا والذي خلقك وسواك وعدلك لا أقبلها على نفسي ولا أعتقد أن أي مواطن كويتي حر يقبلها على نفسه، لذا أرجو من سيادتك العلم بأن هذا الشخص لا يحق له أن يقلب مركز خدمة المواطن الى مركز خدمة المصالح فنحن بغنى عن أمثاله في مركزنا نحن المواطنين، الذي لا يملكه هو ولا حتى وزارتكم الموقرة بل هو ملك للدولة التي لا ينبغي لأحد أن يتشدق بأنه الأفضل فيها فاما الكل سواسية واما لن تجد قريبا من يحترم القانون شيخا كان أم شابا. أرجو من سيادتكم سرعة التصرف مع هذا وأمثاله ممن ينتهكون القانون يوميا بحجة لا أعرفك وليس بحجة القانون.
المصدر