دروب الخير
الطفل والقدوة
يتساءل البعض من المهتمين بشأن الطفولة وخاصة في مرحلة الطفولة المتأخرة داخل أسوار المدرسة لماذا يتجه البعض وأقول البعض من هؤلاء الأطفال للعنف ضد بعضهم البعض بسلوك عدواني لفظي وبدني خارج عن المألوف، وهل هذه النزعة العدوانية مرتبطة بموقف الطفل وتأثره بالعناصر البيئية المحيطة به وهل للتنشئة الاجتماعية دور في التخفيف من آثارها، كلنا يعلم ان هناك الكثير من النظريات التي تناولت السلوك العدواني لدى الطفل الا اننا نميل لتلك النظرية التي تُرجع ان العدوان سلوك مكتسب يتعلمه الطفل من مصادر مختلفة قد يكون أهمها القدوة ويتبنى هذا الرأي الكثير من المتخصصين ومن بينهم «بندورا» الذي يشير الى أهمية القدوة أو النموذج بالنسبة للطفل في تعلمه للمهارات الاجتماعية المختلفة أو حتى في اكتسابه للاتجاهات ومن هنا نستطيع ان نؤكد ان العدوان ما هو الا سلوك متعلم يتعلمه الطفل من خلال البيئة المحيطة به أي ان للأسرة ووسائل الأعلام الدور الأكبر في تعليم الطفل هذا النوع من الاتجاه أي ان الطفل بذكائه الاجتماعي يستمد الكثير من القيم والمبادئ من خلال التقليد فهو كالاسفنجة يتفاعل مع من هم حوله من خلال المحاكاة والتقليد لذا لابد ان يكون الوالدان ومن خلال هذه العلاقة الوثيقة مع الطفل قدوة حسنة لأبنائهم فالانسان يقلد من يحب، فالطفل يقوم بتقليد سلوك والديه في حالة الحب والانسجام، لذا لابد من التركيز على هذه المفاهيم:
-1 تنمية الصفات الايجابية من خلال الاقتداء.
-2 توجيه سلوكه من أجل بناء الشخصية السوية المتعاونة.
-3 تنمية خصال الخير والصفات الايجابية لديه.
وكل هذا لا يتم الا من خلال استخدام الأساليب الايجابية وتحقيق الطمأنينة المبنية على الحب المتوازن والتي تتخذ من القدوة الحسنة عنواناً لها.
كما قال رسولنا الله صلى الله عليه وسلم قال (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه) متفق عليه.
والله من وراء القصد
د. فهد الوردان
[email protected]
@fahad1457