قال صلى الله عليه وسلم «الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة» رواه مسلم.
يختلف الناس في ادراكهم واستشعارهم لما يحيط بهم من مواقف وأحداث، وكلٌ له فلسفته وأسلوبه الذي قد يريحه أو يزعجه، فالبعض يميل الى التجاهل والبعض الأخر يُواجه بردة فعل غير مناسبة لحجم تلك الاشارة ولكن البعض وهذا البعض قد يشكل %1 ممن ذكرنا وهو الكيِّس الفطن الذي يضع ذلك الحدث في سياقه الصحيح متخذاً خياراً واحداً وهو الحل الجذري الذي يعالج ذلك الحدث علاجاً فعالاً لا لبس فيه مستنجداً بحنكته وأحاسيسه الفطنة... ولكلٍ منا قصه وحكاية... وما قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام مع زوجتي ابنه اسماعيل ببعيدة عن ذلك المغزى الخفي والذي أدركه من خلال تذمر تلك الزوجة التي تجهل هويته والتي أسهبت بالشكوى مما جعل ذلك الشيخ الألمعي يرسل بتلك الرسالة اللفظية ذات المعاني الخفية لابنه بواسطة حماقتها بأن يغير عتبة داره، وما ان عاد زوجها للبيت الا وأخبرته بحال ذلك الشيخ الذي يقرئه السلام ويطلب منه ذلك الطلب... وما كان منه الا ان استجاب لتلك الرسالة فوراً وبلا تسويف بأن سَرحها وتزوج بأخرى.... وبعد مرور عام أو أكثر تكرر ذلك المشهد بقدوم ذلك الشيخ الذي ما ان طرق الباب وفتحت له تلك المرأة وسألها عن زوجها وأحوالهم وأجابت بأنهم بخير ونعمة ثم أكرمت وفادته بغياب زوجها وما ان همَّ هذا الشيخ بالمغادرة الا وترك تلك الرسالة الشفوية لكي تخبر بها زوجها وهي بأن يبُقي على عتبة داره وما ان عاد اسماعيل والذي استجاب لتلك الرسالة بأن أبقى زوجته الوفية الصالحة لترعى مصالحه فهي تستحق ذلك.
يقول: حباني الله بتلك الزوجة التي اكتشفتُ باكراً كذبها وحيلتها الا انني لم أبال بذلك وتجاهلت تلك الاشارات السلبية... وبعد مرور تلك السنوات ازدادت المشاكل وأصبحت الحياة لا تطاق وتحولت حياتي الى جحيم وها أنذا اليوم أعض أصابع الندم لتجاهلي تلك الاشارات الأولية ومغالطتي لتلك الأحاسيس المبكرة بعدم انسجامي معها مما جعلني اليوم أغرق في نار المحاكم والقضايا ونار عضٍ أصابع الندم بفوات الأوان.
والله من وراء القصد
د.فهد الوردان
[email protected]
@Fahad1457
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDeta...2&WriterId=225