محزن جدًّا أن تصبح خصوماتنا السياسية بهذا الكم الهائل من الفجور…وأن ننطلق في تعاطينا مع السياسة من منطلق غربي صرف قائم على فصل الدين على السياسة وعزل الأخلاق عنها…حتى أصبحت الدناءة والافتراء والكذب والغدر والخيانة أبرز أسلحة المتخاصمين…؟!!!
يحق لكل شخص يرى في نفسه أهليّة القيام بالعمل الرقابي أن ينافس غيره وأن يحاول قدر الإمكان التفوّق على غيره من المنافسين…ولكن هذه الأحقية المشروعة مقرونة بالوسائل المشروعة…لأن التفوّق على المنافسين بالوسائل الدنيئة هي هزيمة مبكّرة للمتفوّق حتى لو جعلته في الصدارة…لاسيما وأن امكانيّة التفوق بالوسائل المشروعة ليست مستحيلة كما يتوهم من رُسّخ في أذهانهم بأن السياسة لعبة قذرة وتحتاج قدراً كبيراً من القذارة لامكانية التعاطي معها…أنا لا أنكر بأن الساحة السياسية مليئة بالقذارة ولكن هذه القذارة ليست لصيقة بالسياسة وإنما أتتها من قذارة الساسة المتعاطين معها…فالنزاهة والتحلّي بأخلاق الفرسان في الخصومات السياسية ممكنة وليست مستحيلة بل هي أسرع الطرق للانتصار…لأن كثرة القذارة في الساحة السياسية تجعل النزيه فيها كالنجم اللامع في السماء المظلمة…وامكانية لفت الانتباه بالايجابيات لا تختلف عن امكانية لفت الانتباه بالسلبيات…فمن يتعرّى بين أناس محتشمين سيلفت الانتباه سلباً كما أن من يتستّر بين أناس عرايا سيلفت الانتباه ايجاباً…؟!!!
تويتر: a_do5y
القذارة في الساسة لا في السياسة! - جريدة سبر الالكترونية