الشيخ عبدالعزيز البابطين‏ بقلم: طالب شلاش

قررت جامعة قرطبة في الأندلس بإسبانيا منح رئيس مجلس أمناء مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين الدكتوراه الفخرية تقديرا لجهوده العلمية والثقافية في الأندلس وجامعاتها.
وقال رئيس جامعة قرطبة د.خوسي مانويل رولدان نوغيراس خلال زيارة قام بها إلى الكويت، ان هذا التكريم هو أهم وأعظم تكريم يمكن لجامعة قرطبة أن تمنحه إلى شخصية خارج نطاق أعضاء هيئة التدريس في الجامعة. وسيكون عبدالعزيز سعود البابطين أول شخصية عربية مسلمة تمنح درجة الدكتوراه الفخرية من هذه الجامعة. هذا جزء من الخبر الذي نشرته بعض الحف المحلية والعربية والعالمية والتي رأت بأن هذه الشخصية الكويتية نالت ما تستحق أدبياً ، وأنا أقول لو رجعنا لتاريخ هذا الرجل بدعم الأدب والأدباء وتراجم العلوم الإنسانية ومكتبته الضخمة ومراكز الثقافة التي أنشأها وما فاضت به على الأمة العربية والإسلامية من غزارة في المعرفة ، لعلمنا أننا أمام أديب كبير لا يشغله عن الأدب ومعارفه شئ البته ، ولكن هل هذا صحيح ؟ بالطبع لا فهذا الرجل لديه من الأعمال التجارية والمناسبات الاجتماعية ما يتعدى بلده الكويت وما يشغل عشرة رجال في آن واحد وقد لا يحققون ما حققه هذا الرجل المميز ، أنا شخصياً ليس لدي فكرة مؤكدة عن أسباب نجاح هذا الرجل في عمله وعلمه واجتماعياته إلا تفسير واحد قد يكون هو الأقرب للمنطق وهو البركة في الوقت وهي تأتي فقط من عند الله لفئة مخصوصة عند خالقهم يمتازون بشيء يحبه الله وأحيانا عدة أشياء فإذا نظرنا لرموز الكويت في العمل الخيري نجدهم كثر وإذا نظرنا لأصحاب المبادرات للعمل التطوعي الجميل نجدهم كثر وكذلك بالنسبة للشخصيات الكويتية السياسية البارزة ، ولكن شخص واحد تفرّد بدعم العمل الأدبي وكان هو شاعراً وأديباً وتميز بانتشار عالمي استحق أن يطلق عليه شيخ الأدباء : إنه الكويتي وبكل فخر الشيخ عبدالعزيز البابطين والذي أطلقت أنا عليه هذا اللقب متأخراً وأعترف بتقصيري أطلقته بعد حصوله على عشرات التكريمات والألقاب المميزة وعشر شهادات دكتوراه لم يحصل عليها قبله أحد وخصوصا في مجتمعنا الذي يصعب فيه التصديق بأن رجل أعمال ناجح في عمله يدّخر الكثير من وقته لأعمال أدبية تأخذ منه المال ولا تعطيه في مفهومنا الشرقي إلا قليلا من التكريم الأدبي ، وقد يتساءل البعض من أكون أنا حتى أطلق هذا اللقب على رجل عظيم في شأنه الأدبي ؟ هنا أردت أن أقول عندما نطلق كلمة شيخ تعودنا أن نطلقها على ثلاث إما طفل يبهرنا بعقله ، أو رجل صالح ، أو فرد من أبناء أسرة تحكم ، ولكن فقط عبدالعزيز سعود البابطين استطاع أن يضيف شريحة رابعة لا ترى العالم السياسي كما نراه بمنظور بعضنا المنحرف ، ولا تطمع لشهرة بمستوى لا يليق بالأدباء ، بل لقب هو استحقه شيخاً للأدباء بل وأميناً للأدب وعليه في عصر أصبحت الحكومات تعجز عن رعايته والإهتمام به ، لذا لن أقول بعد اليوم السيد أو الشاعر عبدالعزيز البابطين ، بل سأفخر كثيراً بأن أقول الشيخ عبدالعزيز البابطين في كتاباتي ومجالسي ورسائلي لزملائي دكاترة التخطيط التربوي واقتصاديات التعليم كما سأذكر لأولادي والمهتم بتنشأتهم على احترام الأدباء ، بأن أول شيخ للأدب والثقافة بمفهومها الحقيقي عاشق لبلده يحترم تاريخه وحضارته ظهر في الكويت واسمه عبدالعزيز سعود البابطين .

ونعم والله بالطاري

أبو شاهين مبدع