يظن البعض مدركا أو غير مدرك ان عقارب الساعة سيصيبها الخلل عندما يبدأ العد التنازلي لمن أنهى مشواره العملي بتلك النهاية الطبيعية وهي الاحالة للتقاعد والتي قد تجعل البعض ينسحب ويتذمر وخاصة ممن جعل من العمل مملكته التي ينطلق بها ومن خلالها لتحقيق ذاته ومن الطبيعي عندما تدور العجلة بسلاسة وبشكل طبيعي فلابد من نهاية يصل لها ولكلٍ طريقته بالتقبل أو عدم التقبل الا انها لدى البعض ممن اتخذ من النجاح منهجا يتبعه ستكون فقط استراحة محارب ينطلق بعدها بكل سلاسة ليرى العالم بمنظور مختلف والذي سيكون ممتعا لما سيجنيه من نجاح سينطلق من خلاله في الآفاق لا تحده ولا تقيده نزوات الانسحاب أو التقوقع مستثمراً قواه وقدراته لأن للناجحين خططهم وبرامجهم التي لا تقيدها قيود ولا تحد من طموحاتها سدود فالنجاح يُستنسخ بالعزيمة المسنودة بتلك الخبرة التي لا تقدر بثمن والتي بها ومن خلالها يستطيع ذلك الفرد ان يستثمرها وبأقل الخسائر.
يقول ما ان باشرتُ اجراءات التقاعد الا وبدأتُ أنظر لقدراتي من منظور مختلف كيف أضعت كل تلك السنين بالنظر فقط باتجاه واحد وهو العمل والعمل من أجل العمل على الرغم من ان الاتجاهات الاخرى أجمل وأمتع، وبداية من هذه اللحظة أدركت ان التقاعد ليس نهاية العطاء وأن متعته أجمل وألذ على الرغم من اني كدت أفتقدها باعتراضي أحادي الاتجاه وهذه المتعة جعلتني وآخرين نستعجل تلك الاجراءات، حتى نباشر برامجنا وخططنا التي ما ان بدأنا بوضعها وترتيبها الا وشعرنا بذلك الشعور الجميل الذي لم ولن نتذوق مثله.
والله من وراء القصد.
المصدر