هايل الشمري
في دراسة أصدرتها مؤسسة الملك خالد الخيرية، وتم تدشينها في حفل أقامته المؤسسة الثلاثاء الماضي، بحضور ولي ولي العهد، أشارت إلى أن خط كفاية "خط الفقر" الأسرة السعودية المكونة من 5 أفراد يبلغ 8926 ريالا شهريا.
الدراسة التي أعدها الدكتور سامي الدامغ، خلصت إلى أن هذا هو الحد الذي يمكن عنده للأفراد أو للأسر أن يعيشوا حياة كريمة، ولا يحتاجوا إلى أي مساعدات إضافية. بينما لا يمكنهم دونه العيش حياة تغنيهم عن استجداء المحسنين، أو التردد على الجمعيات الخيرية التي تقدم مساعدات أو التسول.
وبرغم أهمية الدراسة، إلا أن هناك تحفظات على بعض ما جاء فيها من متوسط للمصروفات الشهرية، كون التكاليف الفعلية أعلى من تلك التي ذكرت بالنسبة لأسرة مكونة من 5 أفراد، خاصة في مجالات الرعاية الصحية والحاجات المدرسية والمواصلات.
إضافة إلى ذلك، أشارت الدراسة إلى أن نسبة تملك المساكن تبلغ 74%، بل وترتفع في الرياض لتصل إلى 90%، وفي عسير 87%، والشرقية 82%. وهذه نسب مبالغ فيها بشكل كبير، إن لم تكن الأرقام "معكوسة"، وتعني السعوديين الذين لا يمتلكون مسكنا!.
مع هذا وعند مقارنة حد "خط الكفاية" البالغ 8926 ريالا بالواقع المعاش نجد أن متوسط رواتب السعوديين دون ذلك المستوى بفارق كبير. إذ بحسب مسؤول تنفيذي في الجمعية الوطنية للمتقاعدين أواخر العام الماضي، فإن 70% من المتقاعدين تقل رواتبهم عن ألفي ريال. وفي دراسة أجراها البنك الدولي بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتخطيط، بلغ متوسط الراتب الشهري للموظف السعودي 6400 ريال، مقارنة بمتوسط راتب الخليجي البالغ 15200 ريال، وأجور الأوروبيين البالغة 23600 ريال، بينما يبلغ متوسط راتب السعوديات 3900 ريال، مقارنة بالخليجيات اللاتي يبلغ متوسط دخولهن من الرواتب 8700 ريال، والأوروبيات 15 ألف ريال.
المثير أن الدراسة أخذت بمصطلح "خط الكفاية" بدلا من "خط الفقر" لأنها ترى أن استخدام المصطلح الأخير لا يكون ملائما استخدامه في دولة تتمتع باقتصاد قوي كالسعودية!.
أيا كان اسم ذلك الخط، فرواتب السواد الأعظم من الموظفين والمتقاعدين دون الـ8900 ريال الذي حددته الدراسة كحد أدنى للحياة الكريمة.. لذا كان الناس صادقين عندما قالوا "الراتب ما يكفي الحاجة"!.
المصدر